الصراع على برنامج إيران النووي من بدايته حتى الآن
بدأت جهود إيران النووية في التنمية السلمية خلال عهد الشاه رضا بهلوي في الستينيات، بدعم أمريكي ضمن برنامج الحرب على الجوع حيث شمل مفاعل طهران البحثي؛ عام 1967.
إعادة إحياء البرنامج والقلق الدولي (2002–2015)
في عام 2002 كشفت إيران عن منشآت تخصيب نووي، بمنطقتي نطنز وفوردو، وهنا بدأ الصراع على برنامج إيران النووي.
ثم تدخلت القوى الدولية (P5+1) للضغط عبر عقوبات وبدأ النقاش حول إيقاف التخصيب، مقابل رفع العقوبات.
ومن عام 2010 إلى 2012 نفذت إسرائيل عمليات تخريب ضد المنشآت الإيرانية، مثل فيروس Stuxnet واغتيالات لعشرات، العلماء الإيرانيين .
التوقيع على الاتفاق النووي (JCPOA) 2015
في 14 يوليو 2015 أُبرم اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والقوى الكبرى، حيث وافقت إيران على تقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع جزئي للعقوبات، حيث
أتاح الاتفاق تفتيشاً دولياً صارماً ومنعاً؛ لتصاعد التخصيب فوق 3.67%.
مما أعطى الصراع على برنامج إيران النووي هدنة مؤقتة.
انسحاب ترامب والتوتر المتصاعد (2018–2020)
وفي عام 2018 انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق، وأعاد العقوبات مما دفع إيران للتراجع تدريجياً، عن الالتزامات وتخصيب اليورانيوم حتى 60% وتأجج الصراع من جديد
وعند اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 2020 زاد التوتر والتصعيد، وتبعته سلسلة انفجارات وتخريبات في منشآت نووية إيرانية .
تمدد البرنامج وخروج إيران عن التدقيق (2021–2024)
بدأت إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة (IR‑2M, IR‑8, IR‑9) و تخصيب اليورانيوم إلى نسب مرتفعة، مع تقليل التفتيش حيث كانت السمة الأساسية مراكمة مخزون، قريب من مستوى الأسلحة خلال وقت قصير، واستمرار الرفض الإيراني للتفاوض؛ بضغط أمريكي مباشر .
المحاولات الدبلوماسية المتجددة (2024–نيسان 2025)
بدأت أوروبا بإحياء جهود JCPOA خطة العمل الشاملة المشتركة، بوساطة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا دون مشاركة أمريكية مباشرة، ولكن إيران وضعت شروطاً منها عدم التفكيك الكامل، وتحديد موضوع التفاوض فقط بتسليح البرنامج.
كما أن الرئيس الإيراني الجديد دعّم العودة للمفاوضات، مقابل ضمانات بعدم إعادة واشنطن إلى سياسة الانسحاب المفاجئ، وسلوك ترامب السابق .
التصعيد العسكري الأخير (يونيو 2025)
في 13 يونيو 2025 شنت إسرائيل هجمات جوية واسعة استهدفت منشآت نووية وعلماء إيرانيين، وأعلنت مقتل عدد منهم مثل محمد رضا تهرانشي .
ثم ردّت إيران بقصف صاروخي على إسرائيل بالتزامن مع إيقاف طهران المفاوضات النووية من جانب واحد.
الموقف الأمريكي والأطراف الخارجية (يونيو 2025)
عرض الرئيس ترامب على إيران فرصة أخيرة كما أسماها رغم دعمه للهجمات إسرائيلية عليها، وهذه الفرصة لتجديد اتفاق نووي جديد مشروط بعدم التخصيب.
ظهر الانقسام الغربي واضحاً اتجاه الحرب بين الطرفين حيثدعت أوروبا للتهدئة واستئناف الحوار، بينما ترامب وألمانيا وأعضاء آخرون يضغطون على إيران لوقف التخصيب نهائياً.
أما إيران تقر بشرطين:
الخلاصة الحالية
إيران متصلة بالبرنامج النووي وتؤكّد أن الهدف سلمـي، مستندة، إلى فتواه الفقهية بإدانة السلاح النووي لكنها ترفض شروط تفكيك برنامجها؛ أو الاستسلام الكامل تحت الضغط.
إسرائيل تعتمد خيار الاستهداف العسكري، كخط دفاع أول لتأخير البرنامج.
الولايات المتحدة تتأرجح بين الضغط العسكري، وعرض اتفاق جديد؛ مع رفض تخصيب محدود
أوروبا تدعو لحوار متعدد الأطراف.
الوضع الآن متوتر تصاعد و المفاوضات متوقفة والخيار العسكري يظهر مجدداً كأداة ضغط.
التوقعات المستقبلية
إذا استمر العنف والمفاوضات مجمدة قد تخوض المنطقة حرب مفتوحة أو تدخل، إيران في مرحلة أزمة تصعيد.
عودة المفاوضات تبدو ممكنة، لكن بعد هدوء عسكري جزئي وضمان سلامة منشآتها.
السيناريو الأكثر احتمالًا هو إعادة فتح مسار تفاوضي، خاضع لرقابة دولية مشددة حيث يتناول الإثراء والتفتيش، مع حضور إقليمي ودولي نسبي، للتخلص من الصراع على برنامج إيران النووي