عشر ذي الحجة موسم المؤمن بالخيرات التي لا تعوض
في هذه الأيام المباركة عشر ذي الحجة تفوح نفحات الإيمان العطرة حاملة معها البركة والأجر العظيم، وتسمع التهليلات و التكبيرات التي تشعرك بالسكينة، إنها الليالي العشر الذي أقسم الله بها في كتابه العظيم فقال جل شأنه "والفجر وليال عشر".في كل سنة يتجدد الحديث عن فضائل هذه الأيام المباركة، ويستمر فيها المسلم كل لحظة فيها بطاعة الله ابتغاء مرضاته،
في هذا المقال سنتحدث عن هذا الموسم الايماني لنتعرف على كنوزه وعلى الأعمال التي تزين صحائفنا.
أهمية عشر ذو الحجة
من الطبيعي أن تفكر بما تتميز أيام عشر ذي الحجة عن غيرها؟ لتجد الإجابة في شهادة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حين قال :"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام".
والمقصود هو أيام العشر وإذا أملنا الحديث جيداً في جملة أحب إلى الله التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وتحفز قلب كل مسلم على المتسارعة وكسب الأجر.
فهي فرصة لك لتقدم عمل أحب إلى من تحب، فهي فرصة ذهبية لتقديم أفضل ما لدينا من طاعات وعادات لأن الأجر فيها مضاعف، والفضل فيها واسع.
حيث يجتمع فيها أمهات العبادات التي لا تجتمع في غيرها ففيها الصلاة والصدق و الصيام والذكر وذروة السنام وهو الحج إلى بيت الله الحرام، لمن استطاع إليه سبيلا
وفي هذا اليوم المشهود يباهي الله تعالى بأهل الموقف ملائكته، ويغفر فيه الذنوب ويعتق الرقاب من النار إنه فضل عظيم.
كيف تستثمر فضائل عشر ذو الحجة
إن هذه الأيام المباركة فرصة ثمينة تتضمن الكثير من الفصائل، التي يجب اغتنامها، نعم إن الموضوع بسيط و لايحتاج إلى تعقيد لأن ديننا الإسلامي دين يسير، كل ما في الأمر إنك تحتاج إلى إرادة صادقة، فيما يلي اخترنا لكم بعض الاعمال التي يمكننا أن نحرص عليها في هذه الأيام المباركة
- التوبة الصادقة والرجوع إلى الله في بداية هذه الأيام المباركة، وتتعهد بأن تبتعد عن الذنوب والمعاصي وتعقد العزم على عدم العودة إليها، التوبة هي مفتاح كل خير وهي التي تهيئ القلب لاستقبال نفحات الرحمة والمغفرة.
- أوصى الرسول الكريم الإكثار من الذكر حيث قال " أكثروا فيهن من التعليل والتكبير والتحميد" لذلك حافظ على ذكر الله، بالتكبير والتهويل والتسبيح والحمد، في كل وقت وحين في البيوت والأسواق والعمل، لما له من أثر عظيم في تطهير القلوب و رفعة الدرجات.
- يستحب الصيام في الأيام التسع الأولى من عشر ذي الحجة ، ويستحي كثيراً صوم يوم عرفة لغير الحجاج لأن صيامه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، إن من وفقه الله صيامه حصل على اجر عظيم.
- قراءة القرآن الكريم نور وهداية حيث يبعث السكينة في القلب وزيادة في الإيمان، لذلك احرص على قراءة ورد كل يوم من القرآن الكريم في هذه الأيام المباركة لتتلوه و تفكر في معانيه.
- الصدقة في هذه الأيام فضل خاص فهي تطفئ غضب الرب وتدفع البلاء وتزيد الرزق لذلك تصدق ولو بالقليل إذا كنت لا تملك الكثير، القليل عند الله ليس بقليل إذا كان بنية صادقة.
- الأضحية وهي سنة مؤكدة للقادر عليها في يوم النحر وأيام التشريق، وهي من أعظم القربات إلى الله في هذه الأيام وفيها إحياء لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام.
- صلة الرحم والإحسان إلى الناس مهمة جداً لتقوية الروابط الأسرية،وزيارة الأقارب والإحسان إلى الجيران والفقراء والمساكين فكل عمل صالح نبتغي به وجه الله هو محبوب إليه.
الذكرى الدينية التي حصلت في كل يوم من عشر ذي الحجة
في اليوم الأول: غفر الله لسيدنا أدم عليه السلام بعد نزوله الارض
في اليوم الثاني: قد استجاب الله لدعاء سيدنا يوسف الذي دعاه في السجن عندما قال "رب قد آتيتني من الملك علمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض إنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني الصالحين" .(سورة يوسف )
في اليوم الثالث: استجاب الله لدعاء سيدنا زكريا عندما قال" رب هب لي من لدنك ذرية جيبة إنك سميع الدعاء"
في اليوم الرابع: ويصادف يوم ولادة سيدنا عيسى عليه السلام
في اليوم الخامس: قد ولد سيدنا موسى عليه السلام حيث ولد سراً خوفاً عليه من بطش فرعون
في اليوم السادس: فتحت أبواب الخير لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
في اليوم السابع: وأغلقت أبواب جهنم جميعها.
في اليوم الثامن: وهو يوم التربوية والذي فيه ينوي الحجاج الاحرام إذا لم يحترموا من قبل ثم يوجهون إلى منى، حيث يقيمون هناك يومهم ويصلون الصلوات الخمس، قصراً دون جمع وفي صباح اليوم التالي يوجهون ال عرفة
في اليوم التاسع:وهو يوم عرفة الذي يقضي المسلمون بالتكبير والتهليل، والتسبيح والحمد والاستفغار والدعاء والصوم لغير الحجاج.
في اليوم العاشر: وهو يوم النحر يوم عيد الأضحى المبارك حيث قال رب العالمين "فصلي لربك وانحر".
في النهاية
لاتكن من المحرومين إن عشر ذي الحجة هي محطة إيماني غنية بالفرص تمر علينا بسرعة كلمح البصر، المسلم السعيد هو من يغتنمها واستزاد فيها من الخير، والشي من فرط فيها وضعيها على نفسه.
لنجعل هذه الأيام نقطة تحول في حياتنا نراجع فيها حساباتنا مع الله، ونجدد العهد على طاعته ونسعى جاهدين لنكون من عتقائه.